مشروعي الفلاحي : بين القسم والحقل

 

مشروعي الفلاحي: بين القسم والحقل


بصفتي أستاذاً في قطاع التعليم العمومي، وجدت في الفلاحة مجالاً ثانياً أمارس فيه شغفي بالأرض والطبيعة، وأستثمر فيه وقت فراغي خارج القسم. لم تكن الفلاحة بالنسبة لي مجرد نشاط جانبي، بل هي تجربة حياة تعلمني الصبر، التنظيم، وحب الأرض بنفس القدر الذي تعلمني فيه القيم التربوية داخل القسم.

لقد اخترت أن يكون مشروعي الفلاحي قائماً على أسس حديثة ومستدامة، فاعتمدت على الطاقة الشمسية لتشغيل أنظمة الري، مما يوفر الجهد والتكاليف، ويساهم في الحفاظ على البيئة. كما أنني قمت بحفر بئر مجهز لتأمين المياه الجوفية الضرورية، وربطته بمحرك كهربائي يعمل بالبوتان كخيار احتياطي لضمان الاستمرارية في جميع الظروف.

تتوزع أرضي بين أشجار الزيتون وبعض المزروعات الموسمية، حيث أرى في كل غرسة مشروعاً صغيراً ينمو ويثمر مع مرور الزمن. وما يميز هذه التجربة أنني أتعامل مع الأرض بعقلية الأستاذ: ألاحظ، أدوّن، أتعلم من الأخطاء، وأعيد المحاولة حتى أصل إلى أفضل النتائج.

إن مشروع "من القسم إلى الحقل" يعكس قناعة شخصية راسخة مفادها أن الإنسان يستطيع الجمع بين مهنته الأساسية وبين استثمار آخر يفتح له أبواب الرزق ويقربه من خيرات الأرض. فالفلاحة ليست فقط مصدر إنتاج، بل هي مدرسة للقيم والعمل الجاد.

"التلميذ كالأرض، كلما منحته عناية وصبراً، أثمر علماً ونجاحاً. والأستاذ كالفلاح، يغرس القيم ويرويها بالمتابعة حتى يُزهر الحصاد."

بقلم: ذ/ لفريحي المصطفى




إرسال تعليق

أحدث أقدم