الدخول المدرسي بمؤسسات الريادة 2025-2026: بين التنظيم المسبق ورهانات التنفيذ

 الدخول المدرسي بمؤسسات الريادة 2025-2026: بين التنظيم المسبق ورهانات التنفيذ

     ************

مع اقتراب انطلاق الموسم الدراسي 2025-2026، قدّمت وزارة التربية الوطنية برنامجا مفصلا لتدابير الدخول المدرسي بمؤسسات الريادة. ورغم ما يحمله هذا البرنامج من مؤشرات إيجابية على مستوى التخطيط والتنظيم، فإنه يطرح في الوقت نفسه أسئلة عميقة حول رهانات التنفيذ وفعالية المتابعة.

1. إيجابيات البرنامج

التخطيط المسبق: انطلاق التدابير منذ فاتح شتنبر يبرز رغبة في تجنب الارتجال، خصوصا عبر المحطات التكوينية وبرامج الدعم.

تنويع الأنشطة: إدماج أنشطة ثقافية ورياضية ومسابقات إبداعية مؤشر على سعي المدرسة إلى تجاوز التلقين والانفتاح على مجالات أوسع.

إشراك الأسرة: حضور الأسر في بداية الدخول المدرسي خطوة أساسية لترسيخ الشراكة المدرسة-الأسرة.

2. التحديات المرتقبة

إكراهات الزمن المدرسي: تخصيص أسابيع كاملة لمحطات الدعم والتقويم قد يصطدم بضغط المقررات الدراسية.

تفاوت الموارد بين المؤسسات: ليست كل المؤسسات مجهزة أو مؤهلة بالقدر نفسه لتنزيل نفس البرنامج، مما قد يُحدث فجوة بين مدارس الريادة وغيرها.

التنفيذ الفعلي: نجاح أي مخطط رهين بمدى انخراط الأساتذة والأطر التربوية، وهو ما يحتاج دعما تحفيزيا وظروف عمل مناسبة.

3. أهمية المتابعة والتقييم

لا يكفي أن يكون البرنامج مكتوبا بدقة، بل الأهم هو آليات التتبع والتقييم التي تضمن تصحيح الاختلالات في الوقت المناسب. إن تجربة السنوات السابقة تُظهر أن بعض المبادرات تفقد قوتها بعد الأسابيع الأولى بسبب غياب المواكبة الميدانية.

برنامج الدخول المدرسي بمؤسسات الريادة 2025-2026 يجسد رؤية طموحة، لكنه يبقى في حاجة إلى نقد داخلي وتقييم مستمر حتى يتحول من مجرد وثيقة تنظيمية إلى ممارسة يومية فعّالة. فالمدرسة المغربية ليست في حاجة إلى خطط جميلة على الورق فقط، بل إلى تنفيذ فعلي، متكامل ومستدام يضمن تكافؤ الفرص وجودة التعلمات.

#الدخول_المدرسي #مؤسسات_الريادة #التعليم_في_المغرب #الإصلاح_التربوي #جودة_التعليم #تحديات_المدرسة



إرسال تعليق

أحدث أقدم